ﺍﻟﺘﺸﻤﻴﺲ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺗﺮﺩﻱ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻋﺪﻳﻢ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺷﺮﺱ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﺮﺿﻰ ﻋﻨﻪ ﻗﻮﻣﻪ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺯﺟﺮﻩ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻳﺘﻔﻖ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﻋﺸﻴﺮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺒﺮﺅ ﻣﻨﻪ ﻋﺸﻴﺮﻳﺎً ﻭﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎً ﻭﻳﻜﺘﺒﻮﻥ ﺻﻜﺎً ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﻳﺸﻬﺪﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﺤﻤﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻭﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﻌﺪ ﺗﺴﺪﻳﺪ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺩﻳﻮﻥ ﻭﻏﺮﺍﻣﺎﺕ. ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻼ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺰﺍﺟﺮﺓ ﺣﺴﺐ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ. ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻓﺎﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻭﻗﻮﻉ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﻤﻮﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺸﻴﺮﺓ ﻭﻳﻜﺮﺭ ﻋﻤﻠﻪ ﺍﻟﺸﺎﺋﻦ ﻓﺘﻘﻮﻡ ﺍﻟﻌﺸﻴﺮﺓ ﺑﺎﻟﺘﺒﺮﺅ ﻣﻨﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﻭﺍﻹﺫﺍﻋﺎﺕ ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺟﻤﻌﺖ ﻭﺟﻬﺎﺀ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﺃﺷﻬﺪﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻚ ﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﺑﻌﺪ ﺩﻓﻊ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺩﻳﻮﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺪﻡ ﺃﻭ ﺣﺎﺩﺙ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺴﺪﺩﻭﻥ ﺍﻟﺪﻳﻮﻥ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ. ﻭﻗﺪﻳﻤﺎً ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﺸﻤﻴﺲ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﺑﺸﻬﺎﺩﺓ ﻗﻀﺎﺓ ﻭﻣﻨﺸﺪ ﺩﻡ. ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﺑﻌﺪ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺮﻡ ﻭﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﺸﻴﺮﺓ ﺗﺘﺒﺮﺃ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺘﺒﻪ ﺑﺘﻌﺎﻭﻧﻪ ﻣﻌﻬﺎ ﺃﻭ ﺗﻮﺭﻃﻪ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺃﻣﻨﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺗﻬﺪﺭ ﺩﻣﻪ، ﻓﻴﺼﺒﺢ ﺩﻣﻪ ﻣﻬﺪﻭﺭﺍً ﻭﺍﻟﻌﺸﻴﺮﺓ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺆﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻪ ﻋﺸﻴﺮﻳﺎً ﺃﻭ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎً، ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺘﻞ ﻻ ﺗﺪﻓﻊ ﻣﻌﻪ، ﻭﺇﺫﺍ ﻗُﺘِﻞ ﻻ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﻪ، ﻭﻻ ﻳﺤﻖ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﺸُﻤﺲ ﺃﻥ ﻳﺤﻀﺮ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﺸﻴﺮﺓ ﺃﻭ ﺃﻓﺮﺍﺣﻬﺎ ﺃﻭ ﺃﺗﺮﺍﺣﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﺪﻓﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺪﻭﺩ ﺃﻭ ﻗﺮﺵ ﺍﻟﺪﻡ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﺼﻌﻠﻮﻙ ﻓﻬﻮ ﻣﻬﺪﻭﺭ ﺍﻟﺪﻡ ﻻ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻋﺪﻭﻩ ﻭﻻ ﺗﻄﻠﺐ ﻋﺸﻴﺮﺗﻪ ﺑﺪﻣﻪ ﻭﻻ ﺗﺄﺧﺬ ﺑﺜﺄﺭﻩ.