#أسئلة_دينية قناة نبراس 2 / https://www.youtube.com/channel/UC4DJJXbs_fafNcZpiJcZXWw السلام عليكم أحباب نبراس في قناتكم نبراس 💙 بتفعيلكم زر التنبيهات 🔔 بجانب الإشتراك 🔴 ستصلكم بإذن الله جميع إشعارات الفيديوهات الجديدة 😊 وبضغطكم زر اللايك فإنكم تساعدون في نشر الفيديو 🏅 وبكتابة كلماتكم الجميلة في التعليقات 💜 ونشر رابط القناة والفيديوهات فإنكم تشجعونا على المسير قُدماً إن شاء الله 🌹 القرآن هو أشرف كتاب أنزله الله جل جلاله، نزل به أشرف ملك هو جبريل عليه السلام، في أشرف شهر هو شهر رمضان، في أشرف ليلة هي ليلة القدر، في أشرف بقعة على الأرض هي مكة المكرمة، وبأشرف لغة اللغة العربية، وعلى أشرف خلق الله، هو الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم، والى خير أمة هي أمة خاتم النبيين صلوات ربي وسلامه عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين. قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴾ [الشعراء: 192 - 195]. القرآن أنزله الله جل جلاله ليكون آية وبرهانًا على صدق نبوة ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وليكون منهاجا للأمة وشفاءً لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين وهداية للناس أجمعين، أنزله الله لنتلوه حق تلاوته ونتبعَه حق اتباعه، ولنتدبر آياته ونتفكر في معانيه، أنزله الله لنقفَ عند حدوده فنُحلُّ حلاله ونحرم حرامه ولا نحرفه عن مواضعه. وقد تكفل الله لمن اتبعه حق اتباعه ألا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة، قال جل جلاله: ﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ﴾ [طه: 123]، فهو عصمة لمن اعتصم به، ونجاة لمن تمسك به، ونور لمن استنار به. فعلى كل من تمسك بهذا القرآن الذي هو حبل الله المتين، عليه أن يعلم أنه ربح الربح الذي ليس بعده ربح، وفاز الفوز الذي ليس بعده فوز، ونجَح وأفلح في دنياه وأخراه، عليه أن يعلم أنه استحق الرفعة والشرف والإعزاز والتكريم من العلي الكريم. وكل من جافى القرآن وتنكر له وأعرض عنه، عليه أن يعلم أنه سقط قدره وانحطت منزلته من عند العلي القدير كيف ما كان نسبه أو جاهه في أهله وعشيرته. قال ربنا: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا.... ﴾ [طه: 124]. القرآن سماه الله روحًا ونورا فقال سبحانه: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورى: 52]. وفي هذه الآية جاء ذكر الروح والنور.... علاقة غريبة عجيبة، فما العلاقة بينهما؟ بالروح تكون الحياة وتحصل الحياة، والحياة لابد لها من نور لتهتديَ وتستأنسَ به، فبالروح يحيى الفرد وتحيى الأمة، وبالنور يحصل التمييز بين الحق والباطل، ويحصل الخروج من الظلمات التي أحاطت بالأمة من كل جانب حتى تكالب وتداعى عليها الأعداء، قال ربنا جل جلاله: ﴿ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ﴾ [النور: 40]، فلا مخرج من هذه الظلمات إلى النور إلا بالكتاب المبين، قال جل جلاله: ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ﴾ [الأنعام: 122]، فلا حياة بدون روح ولا مخرج من الظلمات إلا بالنور. فالله نور السموات والأرض، والنبي صلى الله عليه وسلم نور: ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ﴾ [المائدة: 15]، والقرآن نور: ﴿ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا ﴾ [التغابن: 8]، وقال ربنا: ﴿ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ ﴾ [الأعراف: 157].... فعجبا لأمة ربها نور ونبيها نور وكتابها نور، كيف ترضى لنفسها أن تعيش في الظلمات؟ إن المكانة والمنزلة التي أعدها الله جل جلاله لأهل القرآن الذين يشتغلون به تلاوة وتدبرا وتعلماً وتعليماً وعملاً ودعوة وتطبيقاً لهي من أسمى المنازل، بل أرقى وأعلى وأشرفُ ما يمكن أن ينالَه المسلم بعمل من الأعمال التي يرجو بها القرب من الله عز وجل. وحسبي في هذا المقام، أن أشير إلى بعضٍ من هذه المنازل، ومن ذلك الشرف، وتلك الكرامةِ التي يتبوؤها صاحب القرآن عند الله جل جلاله. فأمة الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم من أوصافها أنها خير أمة أخرجت للناس، والحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو يعلم عن ربه خيرية أمته وأفضليتها على سائر الأمم ويعلم خيرية وأفضلية الصالحين العاملين من أمته، يجعل هذه الخيرية والأفضلية مخصوصة بالمرتبط والمتمسك بالقرآن، كما في الصحيح من حديث عثمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، وفي لفظ آخر: (أن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه). فاعلم أيها المؤمن، اعلمي أيتها المؤمنة أن صاحب القرآن، المرتبط المتمسك به تعليماً وتعلّماً في المكانة العليا والمنزلة الرفيعة. صاحب القرآن مُقدم في أعظم الأمور وأشرفها، مقدم في الصلاة التي هي عماد الدين وأعظم العبادات، يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله). بل صاحب القرآن مُقدم على غيره حتى بعد الموت في الدفن، أخرج البخاري عن جابر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد ثم يقول: (أيّهم أكثر أخذاً للقرآن، فإن أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد، ويقول: أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة)... فانظر إلى مقامك وقدرك يا صاحب القرآن، فمهما كنت موصوفاً بنقص عند الناس، فأنت المقدّم المشرف بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم، شرف يُذهب نقصك ويَرفع قدرك ومقامك عند رب الناس.