كتاب الرحله التنوخيه من الزرقاء الى القريات ل عزالدين التنوخي الذي ولد.عام ١٨٨٩م وتوفي ١٩٦٦م وهو معاصر للشيخ عوده ابو تايه الدين في البادية البدو كالناس ،على دين ملوكهم ،ولذا امتاز التوائهة عن سائر البدو في الشام بذكر الله احياناً وإقامت الصلاة ،لأن شيخهم عودة لايتركها ،ويأمر قومه بها ،فتراهم إذا حانت الصلاة هرولوا إلى الأرض، وتيمموا صعيداً طيباً ثم أذن مؤذنهم ،وهو شاب جوفي من الوهابيين الحنابلة، فأصطفوا للصلاة ، ونزلت عليهم السكينة وكأن على رؤوسهم الطير، فيعلوهم ذالك التعبير الرهيب : الله أكبر ! فكنت أصلي معهم وأقول راكعاً ساجداً في نفسي عند كل تكبيرة : الله أكبر، وما أعظمك يامحمد ، كيف استطعت أن تجمع من هؤلاء العرب الكلمة، وتعلمهم بمثل هذه الصلاة النظام و التواضع و الرحمة . وقد دعاني لهذا الشيخ عودة أبو تاية مراراً للوعظ و التذكير، فكنت أفسر لهم بعد.كل صلاة عصر شيئاً من الآيآت القرآنية ،و الآحاديث النبوية، مأتخذه، و الحديث ذو شجون ، سلماً للمقاصد القومية، فأذكرهم بمجد أسلافهم العرب، وماكان لهم من علم و عز و سلطان، وكيف كانت تفد أعراب البوادي على عرب الحواضر، لتروي لهم أشعار من كانوا في الجاهلية و لغتهم و آدابهم ،وماكانوا ينالونه بذالك من خيرات الحضر و الحفاوه و الإكرام، وكيف قلب لهم اليوم بتحكم الأتراك مجن الدهر ، و عضتهم أنياب العيله و الفقر ، حتى ألصقتهم بالأرض أحكام العسر و القسر ، وهلم جرا، من العبارات التي كان يبدو بهم التأثر بها ، و التحسر، وتثير من جوانحهم كوامن الغضب على القوم الظالمين . انتهى