قصيدة بلقيس لفقيد الشعر العربي نزار قباني - قمت بمحاولة تنقية الصوت قدر المستطاع وإزالة أصوات التصفيق وأضفت موسيقى أرجو أنها متناسبة مع القصيدة. أسرار كثيرة لم يكتشفها الشاعر الراحل نزار قباني عن زوجته العراقية بلقيس الراوي إلا يوم مقتلها عام 1981 في حادث تفجير السفارة العراقية ببيروت، حينما ظهر الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات «فجأة» في مقر الحادث وهو مكلوم من شدة الحزن وأمطار الدموع تغطي عينيه. يومها فوجئ نزار بالرئيس الراحل وهو يصرخ بصوت متهدج : «أين أنت يا بلقيس؟»، «أين أنت يا ابنتي؟»، «ردي على أبيك يا وردة الثورة الفلسطينية؟»، ووسط حزنه أخذ يفكر نزار «هل من الممكن أن تكون زوجته العراقية التي التقاها منذ 12 عامًا وأنجب منها زينب وعمر نجلة عرفات؟؟ لم يكن يعرف أن لياسر عرفات ابنة اسمها بلقيس؛ فليس في حياته ما يشير إلى ذلك، بل ليس في تاريخه ما يشير إلى أنه تزوج ذات يوم غير القضية الفلسطينية!!». الزعيم الفلسطيني بعد أن قضى 15 يومًا تحت الأنقاض يبحث عن «ابنته بلقيس» ثم بقي بعد دفنها يعاود والدتها ويقدم لها الطعام والدواء محاولًا التخفيف عنها طوال 40 يومًا، جلس إلى نزار قباني ليشرح له السر الذي أخفته بلقيس منذ اليوم الأول لزواجهما. ويروي نزار كاشفًا سر زوجته الراحلة: «عندما رجعنا من الجنازة إلى مكتب أبي عمار، بدأ اللغز ينكشف، قال : «في عام 1968 وكنا خارجين من معركة «الكرامة»، جاءتني في الأردن فتاة عراقية فارعة القامة، تجر وراءها ضفيرتين ذهبيتين، وطلبت مع زميلاتها في الثانوية تدريبهن على حمل السلاح، وقبولهن مقاتلات في صفوف الثورة الفلسطينية، وبالفعل أعطينا الفتيات العراقيات، ومن بينهن بلقيس، بنادق وأخذناهن إلى ساحة الرمي حيث تعلمن إطلاق الرصاص، وأساليب القتال». استكمل: «ثم دارت الأيام وانتقل النضال إلى لبنان، كما كتب لبلقيس أن تعمل في سفارة العراق في بيروت، وذات يوم وبينما كان عرفات مدعوًا للعشاء لدى أحد الأصدقاء، فإذا بالفتاة العراقية ذات الضفيرتين الذهبيتين قبل عشر سنوات تدخل ومعها ذكريات نصرنا الجميل في «الكرامة» وتصافحه بحماسة، ولم تكن تلك الفتاة سوى «بلقيس الراوي» زوجتك ». وقد تم تشييع بلقيس كمناضلة فلسطينية، ودفنها إلى جانب الشهداء الفلسطينيين، ولفها بالعلمين العراقي والفلسطيني؛ تكريمًا للأرض التي أخرجتها وللثورة التي نذرت نفسها لها، واختتم عرفات: «بلقيس الراوي لم تكن زوجتك فقط يا نزار، بقدر ما كانت ابنة الثورة الفلسطينية».