لا أعرف من أين خرجت لي ، وقالت لي : إتبعني ! تبعتها من درب إلى درب ، بدأت الظلمة تغشى المكان ، دخلت هي أحد الأبواب ، فأقسمت أن أدق الباب ، دققت مرة أخرى ، وفجأة فتح الباب ، فتحنا أعيننا على هذه القصص ، المرأة التي تنجلي لك وتطلب منك أن تتبعها ، وبعده ، تجعلك تختفي ، ولا يقتفي أثرك أحد بعدها... في هذه الدروب كبرنا ، وهنا ، كانوا يطلبون منا أن ندخل باكراً ، وألا نبقى في الخارج حتى يغشى الظلام ، لأن " عيشة قنديشة" تتجول ، ويمكنها أن تفاجئك ، وتحدث لك إعوجاجا في يدك أو قدمك ، هذه التي ترى ، هي فعلاً المنزل الذي قضيت فيه طفولتي ، كنت أدخلها ولو بالنهار و قلبي يخفق ، كاتم أنفاسي ، وأتخيل في كل لحظة ، وفي كل ركن ، يمكن أن ينفتح باب فجأة، وتخرج لي إمرأة لابسة ثوبا أبيض ، كم من ليلة قضيتها أتجول في الشارع ، فقط لأنني تأخرت وغشي الظلام ، ولم أكن أستطيع الدخول إلى المنزل أو إلى الزقاق ، لأنني كنت أتخيلها واقفة تنتظرني ، لماذا زرعوا فينا هذا الخوف ؟ ولماذا ملأوا مخيلتنا بالخرافات ؟ بينما كنا صغارا نصدق كل شيء ، كبرنا كلنا على الخوف ، نتمشى ونلتفت يميناً ويسارا ، حين كانت شخصيتنا في طور التكوين ، وحين كنا في أمس الحاجة لجرعة من الشجاعة والثقة في النفس ، و كأنهم كانوا يريدون الإنتقام منا ، لماذا لم يحاربوا الخرافة بالعلم ؟ بينما نتواجد في العاصمة العلمية ، أولم يكونوا يعرفون أن هذه المدينة الرائعة ، تحتوي على أقدم جامعة في العالم ، اليوم جئت لأتجول بكم في مدينتي بكل فخر ، وأتيت لأبين لكم لماذا نحن المغاربة ، نستطيع النظر إلى المرآة ونحن مبتسمون ، ليس فقط لأننا كتبنا التاريخ بحروف من ذهب ، بل…لأننا نحن التاريخ . في هذا الفيديو، نأخذكم في رحلة مدهشة إلى قلب مدينة فاس، العاصمة العلمية والتاريخية للمغرب، التي تأسست عام 808م على يد إدريس الثاني. فاس ليست مجرد مدينة، بل متحف مفتوح يروي تاريخ حضارة عريقة. نتجول بين أزقتها الضيقة، حيث لا تزال الحياة اليومية تحتفظ بسحرها التقليدي. نزور جامع القرويين، أقدم جامعة في العالم، التي بنيت عام 859م وتعد رمزاً للعلم والمعرفة. نستعرض الأسواق الشعبية التي تزخر بالحرف التقليدية مثل النحاسيات، الجلود، والنسيج، ونعرّج على المدارس العريقة كمدرسة العطارين ومدرسة البوعنانية التي تمثل تحفاً معمارية رائعة. نتأمل جمال الزخارف والنقوش الإسلامية التي تزين المساجد مثل جامع الأندلسيين، ونعرفكم على الطابع الأصيل لحياة سكان المدينة. ستكتشفون في الفيديو كيف أصبحت فاس مركزاً حضارياً وثقافياً يحتضن أكثر من 1200 مسجدًا و11 مدرسة عتيقة، بالإضافة إلى أسوارها التاريخية وبواباتها الشهيرة مثل باب بوجلود. لا تفوتوا فرصة الغوص في عبق التاريخ وسحر الأصالة التي تميز هذه المدينة التي لا مثيل لها. I don't know where she came out to me, and she said to me: Follow me! I followed her from one alley to another, darkness began to cover the place, she entered one of the doors, I swore to knock on the door, I knocked again, and suddenly the door opened, We opened our eyes to these stories, the woman who appears to you and asks you to follow her, and after that, makes you disappear, and no one follows your trace after her, in these alleys we grew up, and here, they asked us to enter early, and not to stay outside until darkness falls, because "Aisha Qandisha" wanders, and she can surprise you, and cause a crookedness in your hand or foot, this one you see, is really the house where I spent my childhood, I used to enter it even during the day and my heart was pounding, holding my breath, and imagining at every moment, and in every corner, that a door could suddenly open, and a woman wearing a white dress could come out to me, How many nights did I spend wandering in the street, just because I was late and darkness fell, and I could not enter the house or the alley, because I imagined her standing waiting for me, Why did they plant this fear in us? And why did they fill our imagination with superstitions? While we were young and believed everything, we all grew up with fear, walking and looking right and left, when our personality was in the process of formation, and when we were in dire need of a dose of courage and self-confidence, As if they wanted to take revenge on us, Why didn't they fight superstition with science? While we are in the scientific capital, didn't they know that this wonderful city contains the oldest university in the world, Today I came to tour my city with you with pride, and I came to show you why we Moroccans can look in the mirror and smile, not only because we wrote history in letters of gold, but... because we are history.