سَأَلَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ رَبَّهُ قَائِلًا: "يَا رَبِّ، كَيْفَ يَأْخُذُ الضَّعِيفُ حَقَّهُ مِنَ القَوِي؟" فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: "اِذْهَبْ بَعْدَ العَصْرِ إِلَى مَكَانِ كَذَا فِي يَوْمِ كَذَا، لِتَرَى وَتَتَعَلَّمَ كَيْفَ يَأْخُذُ الضَّعِيفُ حَقَّهُ مِنَ القَوِي." فَذَهَبَ مُوسَى إِلَى المَكَانِ، فَرَأَى شَلَّالًا مِنَ المَاءِ يَخْرُجُ مِنَ الجَبَلِ. فَجَلَسَ مُتَأَمِّلًا المَكَانَ. إِذَا بِفَارِسٍ يَأْتِي رَاكِبًا نَاقَتَهُ يُرِيدُ المَاءَ. نَزَلَ الفَارِسُ عَنْ رُكُوبَتِهِ، وَخَلَعَ حِزَامَهُ الَّذِي كَانَ يُعِيقُ حَرَكَتَهُ أَثْنَاءَ شُرْبِهِ لِلمَاءِ، وَوَضَعَهُ عَلَى جَانِبٍ قَرِيبٍ. شَرِبَ الفَارِسُ وَاغْتَسَلَ، ثُمَّ اِنْصَرَفَ نَاسِيًا حِزَامَهُ. بَعْدَ قَلِيلٍ، جَاءَ غُلَامٌ صَغِيرٌ رَاكِبًا حِمَارًا إِلَى الشَّلَّالِ، وَاغْتَسَلَ وَشَرِبَ أَيْضًا، ثُمَّ حَمِدَ اللهَ تَعَالَى. عِنْدَمَا أَرَادَ الانْصِرَافَ، وَقَعَتْ عَيْنُهُ عَلَى حِزَامِ الفَارِسِ الَّذِي كَانَ مُمْتَلِئًا بِالذَّهَبِ وَالأَمْوَالِ وَالمُجَوْهَرَاتِ، فَأَخَذَهُ وَانْصَرَفَ.