ثاني حاكم عراقي من بعد الحكم المَلكي، وأحد قادة ثورة الرابع عشر من تموز التي أطاحت بالنظام السابق معلنة تأسيس الجمهورية، لعب دورا هاماً في السياسة العراقية والعربية في ظروف دولية معقدة إبان الحرب الباردة، وقاد سلسلة من الانقلابات، حتى اختير رئيساً للجمهورية من قبل المجلس الوطني لقيادة الثورة. الرئيس عبدالسلام عارف ضابط عسكري وعضو في حزب الاتحاد الاشتراكي العربي ، ووزير الداخلية بالوكالة ونائب رئيس الوزراء عام (ألف وتسعمئة وثمانية وخمسين)، قاد منصب رئاسة جمهورية العراق والقائد الأعلى للقوات المسلحة العراقية منذ العام (ألف وتسعمئة وثلاثة وسيتن) وحتى العام (ألف وتسعمئة وستة وستين). ولد الرئيس عارف يوم الواحد والعشرين من مارس/آذار عام (ألف وتسعمئة وواحد وعشرين) في بغداد لعائلة مرموقة تعمل في تجارة الاقمشة، يرجع نسبه إلى عشيرة الوليد ابن منصور بن جسام وهي من عشائر قبيلة الجميلة وخاله الشيخ ضاري المحمود الزوبعي أحد قادة ثورة العشرين ضد الاحتلال البريطاني بعد الحرب العالمية الأولى. نشأ في بغداد وأكمل دراسته الابتدائية والثانوية فيها، قبل أن يلتحق بالكلية العسكرية التي تخرج فيها برتبة ملازم ثان عام (ألف وتسعمئة وواحد وأربعين)، وهو أحد ثوار ثورة مايو/مايس في ذات العام ضد الحكومة الخاضعة للاحتلال البريطاني ابان الحرب العالمية الثانية بقيادة رشيد عالي الكيلاني. اختير عبدالسلام عارف مدربا في الكلية العسكرية، والتي لم يكن يقبل فيها إلا الأوائل ومن المعروفين بروح القيادة والمهنية العالية، ومن ثم انضم إلى تنظيم الضباط الوطنيين الاحرار قبل عبد الكريم قاسم، وهو الانضمام الذي مهد لهُ لأن يكون من المساهمين الفاعلين في التحضير والقيام بحركة الرابع عشر من يوليو/تموز عام (ألف وتسعمئة وثمانية وخمسين)، حيث أوكلت إليهِ مهمة تنفيذ ثلاثة عمليات صبيحة الحركة أدت إلى سقوط النظام الملكي. وبعد نجاحه في حركة الرابع عشر من يوليو/تموز عام (ألف وتسعمئة وثمانية وخمسين) أصبح عبد السلام عارف الرجل الثاني في الدولة بعد العميد عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء وشريكه في الثورة، فتولى عارف منصبي نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية وهو برتبة عقيد أركان حرب، ثم دبّ خلاف بينه وبين رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم جعله يعفي عارف من مناصبه، فأبعد بتعينه سفيراً للعراق في ألمانيا الغربية، وبعدها لفقت له تهمة محاولة قلب نظام الحكم، فحكم عليه بالإعدام قبل أن يخفف الحكم إلى السجن المؤبد ثم أخرج من السجن وتم وضعه في الإقامة الجبرية حتى قيام حركة الثامن فبراير/شباط عام (ألف وتسعمئة وثلاثة وستين) والتي خطط لها ونفذها حزب البعث العربي الاشتراكي بالتعاون مع التيار القومي وشخصيات مدنية وعسكرية مستقلة، واختير فيها رئيساً للجمهورية من قبل المجلس الوطني لقيادة الثورة. اتسم الرئيس عبد السلام عارف بشخصية كاريزمية مؤثرة في الأحداث، تحمل عاطفة وانفعال ومشاعر وطنية جارفة أثرت على الكثير من مواقفه الوطنية والعربية، وقد أسيء بسبب ذلك فهم مقاصده. كان عبد السلام عارف من الشخصيات المحبوبة لدي الكثير من الأوساط العسكرية والشعبية وخصوصا طبقة المتدينين المستنيرين والوحدويين، وعلى إثر اتفاق القوميين والبعثيين للقيام بحركة لقلب نظام حكم عبد الكريم قاسم، لم تغب عن ناظريهم صورة عبد السلام عارف المحتجز تحت الإقامة الجبرية فتم الاتصال به والاتفاق معه للقيام بالحركة، بعد أن اتفق قادة الحركة من السياسيين والعسكريين بالإجماع على تولية عبد السلام عارف رئيساً للجمهورية، وبعد نجاح الحركة أصبح عارف أول سياسي يتبوء منصب رئيس الجمهورية العراقية بعد نجيب الربيعي رئيس مجلس السيادة، وذلك يوم التاسع من شباط/فبراير عام (ألف وتسعمئة وثلاثة وستين). كرجل دولة، تاثر أسلوب ومنهج عبد السلام محمد عارف في الحكم بشخصيته وتطورها، وقد تبلورت شخصيته ومنهجه بعد أن أصبح رئيساً للجمهورية. فقد أرسى مدرسةً خاصةً به في الحكم تعتمد على المبدئية والتسامح واتاحة المجال أمام الطوائف والقوميات والأعراق للتعبير عن نفسها. كما تميز منهجه في الحكم بأعطاء مساحة من الحرية والصلاحيات لرئيس الوزراء ومجلس الوزراء بالعمل على اختلاف انتماءات الوزراء بشرط الالتزام بمعايير القانون والدستور. ومن الأمثلة على تسامحة وإعطائه الحريات هو اكتفاءه باعفاء الخصوم السياسيين حتى الذين دبروا محاولات انقلابية ضده، بل أحيانا يعيدهم إلى وزاراتهم بعد فترة من الزمن أو بعد مصالحة وتوبة. فبعد أحداث الحرس القومي الثامن عشر من تشرين عام (ألف وتسعمئة وثلاثة وستين)، أعفى اللواء أحمد حسن البكر من منصب رئاسة الوزراء ووضعه تحت الإقامة الجبرية إلا أنه ما لبث أن أعاده بصفة نائب رئيس الجمهورية. وتسجل له عدم قيامه بإعدام أي من الخصوم السياسيين إلا أن نظامه كان يعتقل الانقلابيين ويحقق معهم بقسوة إلا أنه لم يعدم أياً منهم. لم يعرف للرئيس عبد السلام محمد عارف انتمائه إلى أي تنظيم سياسي إلا أن ميوله السياسية كانت مع التيار العروبي الوحدوي ومع الفكر الإسلامي المتفتح. إلا أنه قد انتمى إلى التنظيمات السياسية العسكرية المناهضة للحكم الملكي مثل انضمامه لتنظيم ثورة مايس عام (ألف وتسعمئة وواحد وأربعين)، ثم انضمامه لتنظيم الضباط الوطنيين الذي قاد الحركة ضد الحكم الملكي في الرابع عشر من يوليو/تموز عام (ألف وتسعمئة وثمانية وخمسين). مع ذلك كان يلتقي مع العديد من ممثلي الأحزاب والتيارات السياسية ويستمع إلى أرائهم توفي الرئيس عبد السلام عارف مساء يوم الثالث عشر من أبريل/نيسان لعام (ألف وتسعمئة وستة وستين) على أثر سقوط طائرة الهيلكوبتر السوفيتية الصنع طراز ميل موسكو في ظروف غامضة حيث كان يستقلها هو وبعض وزراءه ومرافقيه بين القرنة والبصرة، خلال زيارة تفقدية لألوية (محافظات) الجنوب للوقوف على خطط الاعمار وحل مشكلة المتسللين الإيرانيين.

الملك فيصل الاولحكام العراقملوك العراقالعهد الملكيمكامن التاريخأول ملك للعراقسلسلة حكام العراقتاريخ العراقالتاريخ العراقيمن حكم العراق