أمام هذه الرهانات والعراقيل، كان من الضروري للدول المغاربية أن تجتمع مجددًا لتحديد خطواتها القادمة، وحدث ذلك عام 1988 في قمة زرالدة الجزائرية، التي خرج منها المغاربيون بلجنة عليا لتحقيق مشروع «اتحاد المغرب العربي»، الذي أُسّس بعد أشهر قليلة خلال قمة مراكش 1989. بعد إعلان قيام «اتحاد المغرب العربي»، وتلك الصورة الشهيرة التي تؤرخ له بأيدي قادة الدول المغاربية متكاتفة في ما بينها، اجتاحت الشعوب حماسة سياسية عارمة لتحقيق أهداف الاتحاد، أهداف تحمل كل خير للأمة، وتجسد بوضوح روح الوحدة داخلها. من هذه الأهداف: تمتين أواصر الأُخوة بين الدول الأعضاء وشعوبها. إلغاء كل الحدود بين الدول الأعضاء، والسماح بالتنقل الكامل للأفراد والسلع ورؤوس الأموال. الدفاع المشترك عن سيادة البلدان الأعضاء، والتنسيق الأمني والعسكري بينها. صيانة استقلال كل دولة من الدول الأعضاء. تحقيق الوفاق بين الدول الأعضاء، وتمتين العلاقات الدبلوماسية بينها، وإقامة توجه مشترك في السياسات الاقتصادية التنموية والاجتماعية والثقافية. وضع الاتحاد هياكل عديدة لتحقيق أهدافه، منها مجلس الرئاسة الذي يتألف من قادة الدول الأعضاء وتكون رئاسته بالتناوب، ومجلس وزراء الخارجية، ولجنة المتابعة، وأيضًا لجان وزارية متخصصة تعمل على توحيد سياسات الدول في قطاعات بعينها. خرجت من الاتحاد عدة مؤسسات إدارية، منها الأمانة العامة للاتحاد، ومجلسه للشورى، ومجلسه القضائي، والأكاديمية المغاربية للعلوم، والجامعة المغاربية، والمصرف المغاربي للاستثمار والتجارة الخارجية. لكن، ورغم كل التحضيرات والتنسيقات المشتركة بين الدول الأعضاء، ظل أداء الاتحاد تنقصه الفعالية اللازمة بسبب التباعدات السياسية بين إرادات أنظمة الدولة واختلاف سياساتها ورهاناتها الداخلية والخارجية. ظلت الأزمات تتوالى بين دول الاتحاد، وكان عنوانها الأبرز «تاريخ الصدامات بين المغرب والجزائر»، حول عدة قضايا تعتبرها البلدان مصيرية دون مجهود حقيقي حاسم لحلها وخلق تقارب حقيقي. الرهان الأصعب للوحدة المغاربية ماذا لو أصبح المغرب العربي دولة واحدة؟ تتمتع الأقطار المغاربية بموقع جغرافي ذي أهمية بالغة، له أربعة أبعاد جيوستراتيجية مختلفة. تنفتح الدول المغاربية على المجال المتوسطي، ولها ارتباط بأوروبا على الضفة الشمالية للبحر الأبيض، وتمتد جنوبًا إلى جذورها الإفريقية، وشرقًا تحتضن بعدها الشرق أوسطي العربي. وكذا تضم شريطًا ساحليًّا، بحريًّا ومحيطيًّا، يحدها شمالًا وغربًا، ولها موطئ قدم على المعبر البحري في مضيق جبل طارق. كذلك، يبلغ تعداد سكان المنطقة نحو 95 مليون نسمة، 50% منهم سواعده مهيئة للعمل، تجمعها وحدة الدين والمذهب، وبينهم تنوع ثقافي وحضاري ذو روافد متعددة، أمازيغية وعربية، صحراوية وأندلسية

marocmouhamed6poulitiquealjaziraالمغربالمغاربةالجزائرالمغرب الجزائرتونس المغربالمغرب العربيليبياالسياسة المغربيةالعتاد العسكريالجيشالمساحةمساحة المغربالحسن الثانيالقدافيزين العابدين بن عليبوتفليقةالطائراتالدباباتسكان المغرب العربيالنفطالغاز الطبيعيالسياراتالجزائر المغربالجزائر تونسالجزائر مورطانياالمغرب ليبياموريطاني المغربالصحراء الغربيةالصحراء المغربيةالانتاج الزراعيالفسفاطالثروات الطبيعيةعدد سكان المغرب